الشاعر شهاب ابو میثم البلاوی
《وردة احلامي》
قصیدة نثرية
✍ بقـلمــ الشـاعــر
شهاب ابومیثــمـ البلاويــــــ
لا تسألوني عن صمتي ؟!
وأنا وحیدٌ بین آهاتي و وجع قلبي
و دموعی تنزف کزخّات المطر
وقلبی یتألم بشدة
اتسائل عن نفسي
من أنا؟
هل أنا تعیس الحظ؟
یاتری سعید ؟
أنا الذي رأیت الشمس حافیةً
تتمشى علی ضفاف کارون
أنا الذي رأیت کمعشوقة قیس
سارحةً بالخیال
نعم أنا
أنا الذی رأیت الخمائل ساجدةً أمام وردة أحلامي
ونوارس تدور فوق رأسها
والفراشات تداعب أناملها
وأناألذي رأيت
الهوا یغازل طرف شعرها
والشمس تغار من جمالها
نعم أنا
أنا الذي جلست بلا اختیارٍ بقربها
و رمتنی بسهم عیناها
و ذلّ فوادي بجمالها
و تحرّكت قدميها دون استئذانٍ مني
وقمتُ أبحث عن أثر رجليها بین الآثار
وکأن أثرٌ باقي من زلیخة یوسف على الرمال
فتسارعت بخطواتي بلا أختیارٍ
وقلتُ بهدوء لکي لا أجرح جناح الفراشة بصوتي
قائلاً
متخجلاً
خائفاً
یا منيت النفس
هل تسمحي لی بدقیقةٍ من الوقت؟
فوقفت
وکأن وقفت الدنیا أمامي
تبسّمت
وکأن إبتسامة القمر
عند اکتماله في منتصف الشهر
فنظرت إلیه بطرف عینيها
ثم قالت بصوتٍ کتغرید طیور
من أنت..؟
أنا؟
نعم أنت یا أبن العم
فتبسمت قائلاً
أنا الذي أشکو الهوى متیماً
وأنا الذي رخصتُ نفسي بلاثمنٍ
و أنا الذي محطمٌ
مدمرٌ
و أنا
و أنا
و أنا. . .
تبسمت و قالت بمن؟
ف طأطأت رأسي خجلاً
وقلتُ بمن قالت بمن
قالت بمن!!
قلتُ نعم
بمن سرقَة قلبي بطرف عینيها
وسارَت قدمي بسحر عطرها
وشدّ لساني بجمالها
ولمع السیف کلمعة ثغرها
و وصفُ الخیزران طولها
وخشابة الطرب هزّت خصرها
وسیف عنتره ،حاجبيها
وعین الضبیة جمال عینیها
وهل تریدین أکمّل بمن ؟
ثم قالت ذکرتّني بکبیرٍ من الشعراء عندما قال
قالت لتربٍ جالسةً معها
أخيتا هذا الفتی من؟
قالت فتى یشکی الهوى متیماً
قالت بمن؟
قالت بمن،قالت بمن!
واناسرحتُ بحلامي ولمانظرت إلیها
وجدتُ وردةً جمیلةً باقيةً على الکرسي الذي
حلمتُ بسعادتي علیه
وقمتُ أبحثُ عن تلک الحسناء بکل زوایا ضفاف کارون
ولکن لم أجد الشمس في منتصف اللیل
و لم یفهمنِ أحدٌ. کم کنت أعيش الحزن بكل مشاعري في تلك اللحظات.
وکم تمنیت ﺃن ﺃعود الی الوﺭاء لأعانق شخصاً لم یخبرنِ بموعد ﺭحیله عني .
ف صبّرت نفسي و أعلم لم يخلق الله عزوجل الصبر عبثاً،
و سأنتظر إلی یومٍ جميلٍ آخر لربما أری تلك السعاده مرةً أخری.
سأنتظر
سأنتظر
الشاعر شهاب ابو میثم البلاوی