الشاعر علي الدورقي
مطالب القدر
أين العمر و تلك الأحاديث التي مللنا سماعها
أين الحكايا و تلك المنضدة الرخيصة
أين أنتِ يا نرجستي التي قطفتها أيادي الأشرار
كل ذكرياتي مُسحت مع مرور الوقت
و التراب دائماً كان يمسح عليها يد الأب الحنون
ماتت كل لحظاتي بين تنهيدة حسرة و شهيقاً و زفير
تعالت ندامتي الى الماضي و أطاحت النجوم من السماء في حضني
لا تزال الأرض تلتمسني أن أحضن فراقها
الغيمة في السماء لا تريد السفر
تخاف من البعد عني
و أن تبكي دموعها التي تفنيها
لا يا قدر
لا تلمني إن رفضت مطالبك
ف لي حبٌ في أقصى الأراضي ينتظرني
و لي بيتٌ لن تُشعل مصابيحه إلا عند دخولي
و لي أهم من كل ذلك أنثى ..
باعت كل الكون لبسمة من شفاهي.
علي الدورقي .. 7/7/2015
*****************
هذا هوَ اليوم الأخير
لا شمس في السماءِ
و لا تحت أقدام القدر ضحكات أطفال
ليس للزهرة في بيتنا عبقٌ
يبكي على حالها زر قميص البستاني
مدينتنا هُجِرَتْ
و الأرواحُ داخلها هُجّرَت
لتصبح وحيدة
تتكلم معَ جدرانها و المنارات الجديدة
ليس للعالمِ جبٌ
فأنا آخر الشبانِ في الشارع الكبير
هذا هوَ اليوم الأخير
الناس تمشي و الملامح تشتكي
ليس للرحيلِ داءٌ أو دواء
ليس للعمرِ يومٌ يُنتظر أو رحيلاً نحو العمرِ مساء
إنتظرني لأكونَ جنب قلبك أمتطي غيمةَ صبر
تلك آفاق المدينة
الرجل يبكي قليلاً ثم يحكي قصصاً
قصة العمر الوفير
هذا هوَ اليوم الأخير
قال إنَ من يُقَسّم الهواء
من يصيحُ بأسامي الناس البسطاء
ليلاقوا مسكناً للفقرِ
ليس في تلك المدينة متسعاً للقبرِ
فأردتُ أن أُساعد الرجل
أن أحمل الأوراق و الأوجاع من قلب الخطر
أن تكون لي ولو ذرةَ موت
ليتم دفني بأرض الضمير
هذا هوَ اليوم الأخير
فأعذروني إن تماديتُ بقولي
فأنا رهنُ إشارة القلم
ليسَ العقلُ بصيراً
ليسَ العمرُ كثيراً
فأعذروني إن كنتُ فقيراً
هذا هوَ اليوم الأخير
\"علي الدورقي\"
**********************
كفاك قسوة
الى متى أبقى أسير مقلتيك
دهراً و أنا لم أتب من شفتيك
الى متى يا نرجستي أبقى أسيراً
و أنا عمري نذرتهُ لعينيك
كم أنتِ لقلبي جميلة
و كم يوماً بعدها تناثرتِ
إن لم تكوني لقلبي فقولي لي
لأني لا أحتمل كلمة تناسيتِ ..
\"علي الدورقي\"
************************
وطن
ثلاثة أحرف من ضمنها ألم
مغفرتي و أرضي و فنائي
عندما أركض حافياً غداً
لن تكون في جيبي هوية
و لن يكون عندي علم
ثلاثة أحرف أعشقها و لم
أستطع الشعور بها
ربما ليس غداً
ربما بعد سنين
يضمد جرحي الندم
ربما حق الوطن
ليس لي فيه نصيب
\"علي الدورقي\"
*****************
حملة قوافل العطاء على ابواب الفقراء
أينَ الضمير ..
السماء تناديني و الغيوم تناديني و الأرض و ما عليها
شجرة و طفل لم يبتسم قط في حياته بعد ما عاش من ألم
لم يرَ حتى أمه أو أبيه و لم يشعر بحنانهما بعد ما حصل في تلك الليلة
أين أنتِ يا حريتي و حنان بيتي و دفئ حضن والدتي
العصافير على أغصان الشجرة قد حاكت للطفل غطاء و الأرض
شكلت وسادة و سرير و الهواء كان للطفل تنهيدة مسافرة للبحث عن الهدوء الجميل
قصة حياة الطفل كانت أكثر قصص ما قبل النوم حزناً
كانت حديقة المدينة هي الملاذ و أغصان الشجر الكتف الذي عليه يضع رأسه ليشتكي.
إن كانت الحياة عادلة لما ماتا و إن كانت أكثر عدلاً لما نجا في
تلك الليلة من ذلك الحادث المرير حتى لا يبتعد عن آخر
اثنين له في الكون
ماتا و دفنا و لم يحضر جنازتهما إلا من حفر القبر و الآخر الذي حمل الجثث معه
من ذلك اليوم و هو ينام في الحديقة التي يوماً كانت المكان
الذي يفرح فيه عندما يحضرونه لها للعب،
المكان الوحيد الذي
أحبه بصدق فبقى يتذكر عنوانه
لازال نائماً على ذاك الفراش الأخضر الذي أرقى و أفخر
من سرير إبن الأمير و ذلك الغطاء الأزرق المُحلى بعصافير و
غيوم
وصل الصبح و بأول تغريدة من أول عصفو
ر إنهالت على الآذان تغريدات الصباح
نهض الطفل الى أتعس واقع في الكون
، لن يحتاج أن يزيح غطائه للقيام
، على عكس باقي من نام
. و لم يُعدّل سريره بعد
ما قام لأنه مُبسّط و مُرتب ..
هكذا بدأ يوم آخر لطفل حكايتي و
أنت في بيتك لك ملاذاً يحميك من شدة صفراء الصيف
بقلم
علي الدورقي
1/7/2015